روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | همسات.. رمضانية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > همسات.. رمضانية


  همسات.. رمضانية
     عدد مرات المشاهدة: 4925        عدد مرات الإرسال: 0

وتهل علينا النفحات الإيمانية لشهر الصوم.. شهر الخير والبر والإحسان.. شهر المغفرة والرحمات والعتق من النار.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. كما قال الحق تبارك وتعالى. فهل أعددنا له العدة؟ ، بل ما هي عدتنا لاستقباله؟ .
 
بالتأكيد كل مجتمع وكل مسلم تغمره تجليات الشهر الفضيل، ويجتهد المسلم قدر عزيمته في العبادات والطاعات وبذل الخيرات، حتى من تضعف عزيمته يسعى لتقويتها وترويض نفسه وطبعها على الخير ليقينه أن الصوم عبادة بين العبد وربه ولا رياء حتى في النية، وإنما الفوز في المسارعة إلى الخيرات والباقيات الصالحات لمضاعفة الحسنات رجاء التوبة والمغفرة.
 
لكن تبقى بعض العادات التي تتلبسنا وهي حمى الشراء للأطعمة مع أنه شهر الصوم، ورغم اليقين بأن المعدة تتقلص وتنكمش مع الصيام ويكفيها في الإفطار بضع تمرات وشربة ماء بعد جوع وعطش.. ويوم بعد يوم تقل رغبة الصائم في الطعام ومقدار ما نأكله على الإفطار وحتى السحور.
 
السؤال الحائر هو: لماذا نثقل ميزانية الأسرة ونرهقها بالإسراف بينما ممكن أن يتحقق العكس بتقليصها إلى النصف في رمضان، ولو حسبناها سنجدها حقيقة لو تذكر كل صائم كيف أن لقيمات تكفيه مهما تعددت الأصناف؟! . أيضا كيف تتبدل الأخلاق إلى الأفضل، بينما نعجز عن تبديل عاداتنا الشرائية الغذائية لنحقق معنى الصوم ومقاصده الروحية ونتائجه الصحية؟ .
 
هذه واحدة.. أما الثانية فهي الوقت وما أدراك ما الوقت الضائع في رمضان.. فقد اعتاد كثيرون على الكسل في أداء الأعمال نهارا، والموظف بالكاد يؤدي نصف مستوى أداء عمله في غير رمضان، ناهيك عن أن الدوام أصلا يكون نصف دوام أو يزيد قليلا في رمضان، فكم هي الخسارة في كل شيء.
 
أما الليل فتعج الأسواق بالحركة ناهيك عن المقاهي، أما الجالسون أمام الشاشات فحدث ولا حرج من وقت مهدر من الغافلين الذين منهم من (يخطف) ركعات الصلاة ليهرول ثانية إلى برامج الفضائيات التي تتكالب من لحظة الإفطار حتى أذان الفجر، ولا نعلم حتى الآن تفسيرا لهذه الظاهرة التي لا تعين على روحانيات رمضان وإنما سرقتها مع سبق الإصرار..
 
الحمد لله الذي جعل في رمضان ليلة القدر.. ونلهج إليه أن يبلغنا إياها.. ونسأله سبحانه أن يوفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، وأن يتقبله منا.. وكل عام والجميع بألف خير.
 
 
الكاتب: إبراهيم إسماعيل كتبي
 
المصدر: صحيفة عكاظ